المعلمين: تساعد على التجميع ولا تسمح بالابتعاد عن الفهم
تتنوع الأسئلة التي تطرح في أوراق الامتحانات والاختبارات سواء في المدارس أم الجامعات. منها الأسئلة التي تتطلب الشرح والكتابة, وتسمى الأسئلة المقالية. وهناك الأسئلة التي يندرج تحتها عدد من الخيارات وتسمى الأسئلة الموضوعية.
غالباً ما نرى الطلاب في جميع المراحل يفضلون الأسئلة الموضوعية, وبالرغم من أن بعض المقررات يفضل أن تكون مقالية, إلا أن الطلاب يصرون على الأسئلة الموضوعية. وسنبين ماهي أسباب تفضيل الطلاب لهذا النوع من الأسئلة.
أجرينا تحقيق مع طلاب جامعة طيبة وآخرين من المرحلة الثانوية وعدد من المدرسين , ويدور حول: لماذا تفضل الأسئلة الموضوعية؟
الطالب خالد السهلي - تخصص لغة عربية - يقول: أفضل الأسئلة الموضوعية لأنها أسهل ولا تأخذ وقت طويل في المذاكرة, حيث لا أضطر الى حفظ الأسطر الطويلة بل أكتفي بفهم المضمون.
ووضح الطالب مشاري العروي - بكالوريوس اتصال وإعلام -: الأسئلة الموضوعية تختصر الوقت. بدلاً من أن أقضي الساعات لأحفظ سطوراً ولا أعي معناها, اقرأ قراءة متأنية تساعد على التركيز والفهم في وقت اقل.
كما ذكر الطالب فيصل القايدي – تخصص تربية بدنية -: أنا أفهم الدروس من الدكتور فور القاء المحاضرة, فتتركز في ذهني المعلومات المهمة. بل حتى أنني أدخل الاختبار على معلوماتي السابقة مع مراجعة بسيطة لما في الكتاب. أما لو أن الأسئلة كانت مقالية, لن أستطيع حفظ الكتاب كله وانا أعرف ما هو المهم ومالذي ذكره الدكتور في المحاضرة.
ووجهنا أيضاً السؤال لطلاب المرحلة الثانوية بالمدينة المنورة, قال الطالب زياد الجهني بثانوية طيبة: نحن نادراً ما نمتحن الأسئلة الموضوعية بسبب أن مناهجنا عامة وتعتمد على الحفظ, ونواجه صعوبة في المذاكرة حيث أننا نستغرق الكثير من الوقت والجهد.
كما ذكر الطالب فيصل الكردي بثانوية الانصار: بعض المواد تكون سهلة جداً, وتكون الأسئلة الموضوعية كافية للإجابة على اسئلتها, وتكون الإجابة واضحة أمامي على حسب فهمي وتركيزي للمادة. لكن بعض المعلومات يصعب فيها هذا النوع من الأسئلة, وتضطرنا الى حفظ إجابات لا تتعلق بمضمون المادة.
وهنا وجهنا السؤال للمعلمين والمعلمات لمعرفة وجهة نظرهم عن الأسئلة الموضوعية, وماهي مزاياها وعيوبها:
الأستاذ عمر الحربي - مدرس مصادر المعلومات بثانوية طيبة بالمدينة المنورة - يقول: الأسئلة الموضوعية تساعد على سهولة التخمين, وبالتالي الحصول على علامة جيدة من خلالها يكون سهلاً في بعض الأحيان, ومن السهل أيضاً تصحيحها باستخدام الحاسوب من خلال برامج مخصصة. أيضا تحقق الشمولة بحيث تغطي أهم مفاهيم المادة وتمتاز بالثبات من خلال تحديد الإجابة بنقطة واحدة لا أكثر, ويفضلها العديد من الطلاب اللذين يحبون الحفظ وعدم الإسهاب في الشرح.
وأفادت الأستاذة آمنة الحربي - معلمة لغة عربية بثانوية الثانية بالمدينة المنورة -: أرى أن الأسئلة الموضوعية لا تسمح بعرفة المهارات العقلية للطالب. كما لا تسمح له بالتعبير عن فهمه للمادة, ولا تحدد قدرة الطالب على التحليل والتفسير خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية التي تعتمد على تحليل الظواهر ونحوها.كما أنها لا تسمح للحوار والمناقشة ويصعب تحضيرها من قبل المعلم, حيث تأخذ وقت وجهد في التحضير, ولا تعطي مجالاً للطالب للشرح والتعليل وإثبات بعض النظريات. ولكن أرى أن أغلب الطلاب يفضلون الأسئلة الموضوعية عن المقالية لتسهيل المذاكرة عليهم.
وأخيراً, بعد الانتهاء مع الطلاب والمعلمين من الأسئلة, تبين أن الغالبية يفضلون الأسئلة الموضوعية نظراً للعيوب التي تحيط بالمقالية. لذلك لجأ الكثير من الطلاب والمعلمين الى تأييد الموضوعية. وأرى أن العملية التعليمية تتم ضمن الطريقة التي تبين فهم الطالب للمادة بغض النظر عن طريقة الأسئلة.