من أمطار خير إلى كوارث
لم يعد مقبولاً الآن ومع توافر التقنيات والأجهزة الحديثة أن تتفاجأ الجهات المعنية بالأمطار وليس مقبولاً أبداً أن نسمع أو نشاهد أن مدارس أطفال حاصرتها المياه والأطفال مرتبكون بين جدرانها وأولياء أمورهم قلقون خارجها ومن غير المقبول أيضاً أن نرى سيارات المواطنين عالقة في الأودية المملوءة بالمياه كل هذه المناظر والمواقف والحوادث يجب أن تختفي فالأمطار لا تأتي فجأة ويمكن معرفة حركة السحب والعواصف قبل أيام عدة من بداية تشكلها في دول أخرى أو في بحار بعيدة!
لذا لابد أن تعمل الجهات المختصة وبالتعاون مع وزارة التربية و التعليم والإعلام على خطط وقاية وتوعية قبل هطول الأمطار وعلى الجهات الأمنية ونخص بذلك الدفاع المدني التعامل مع الذين لا يأبهون للتحذيرات والأوامر بعدم الاقتراب من بعض الأودية الخطرة فيعرضون حياتهم، وحياة من معهم للخطر!
خطط الوقاية يجب أن تشتمل على منع الأطفال من الذهاب إلى المدارس في حالة وجود توقعات بأمطار غزيرة فضياع يوم دراسي أو يومين ليس مشكلة تعادل تعريض سلامة هؤلاء الصغار للخطر أو التسبب في قلق أولياء أمورهم وبذلك نتجنب قدر الإمكان مشكلة محاصرة مياه الأمطار لبعض المدارس ما يشكل صعوبة في خروج الأطفال أو دخول أولياء الأمور إليهم لابد من التحرك قبل حدوث العواصف وقبل هطول الأمطار لعلّنا نمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تقع كل عام وفي كل مرة تشهد فيها المملكة أمطاراً غزيرة وعواصف!
الأمطار والعواصف لا تأتي فجأة فهناك رصد دقيق لحركة السحب وتشكلاتها منذ لحظة تكونها وهناك متابعة لحظية لكل العواصف والتيارات البحرية أيضاً وكل ما له علاقة بالطقس والأحوال الجوية أصبح أمراً مرصوداً بدقة فهذا أمر يعمل عليه بشكل دقيق ومتواصل مختصون بمركز الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالإضافة إلى توافر برامج وتطبيقات ومواقع إلكترونية دقيقة مختصة بحركة الرياح والأمطار وهي متوافرة ويمكن إنزالها في كل هاتف محمول ومع ذلك لا يُلقِي معظمنا بالاً لهذه التحذيرات ويتعامل كثيرون مع هذه المعلومات على أنها مبالغ فيها أو أنها غير ضرورية في حين أنها بالفعل دقيقة وضرورية ولابد من أخذها بجدية لأن جميع التجارب السابقة أثبتت صدقها وأهميتها!
لماذا نشهد الكثير من حالات عشّاق المغامرات الفاشلة الذين يصرّون على قطع الأودية بسياراتهم معرضين حياتهم وحياة من معهم للخطر؟ ماذا لو استبقت الجهات المعنية هؤلاء ونشرت الحواجز أو الأفراد أو أي طريقة أخرى لمنعهم من الاقتراب من الأماكن الخطرة والأودية المعروفة أليست الوقاية خيراً من العلاج.. كما يقولون!
أم أنها مجرد حكمة نردّدها ولا نطبّق معناها؟!