ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلات تتزايد بسبب مكاتب الأبحاث العلمية في المملكة العربية السعودية، حيث تقدم المكاتب خدمات حل الأبحاث ومشاريع التخرج، والمواد العلمية، للمرحلات التعليمية المختلفة الجامعية او المدرسية، والتسويق لخدماتهم السيئة دون أي رقابة من الجهات الحكومية، حتى أصبحت هذه المكتبات متعارف عليها بين الطلاب والطالبات ويرشدون اليها اصدقائهم.
الشعور بالعجز يتعمق لدى الطلاب ولذلك يذهب الطلاب لحل تكاليفهم وواجباتهم الدراسية في المكتبات وذلك لأسباب متعددة منها، ضيق الوقت لديهم، او قلة الإمكانيات الطباعة، والتصاميم، مما جعل أصحاب المكتبات والعاملين بها برفع الأسعار وتحديدها حسب المتطلبات التي يطلبها الطلاب سوى اكان بحث او أمور أخرى.
وتواصلت ( مارز الايمان ) مع احد المكاتب التي تعمل على مساعدة الطلاب والطالبات في مشاريع التخرج والأبحاث والذي اكد انه له خبرة واسعة في المجال وبالتحديد مشاريع التخرج للجامعات وتصميمها وطباعتها ولديه طاقم عمل ذو خبرة عالية والاسعار بمتناول الجميع.
وان الأسعار تبدأ من300 ريال الى 500 ريال حسب المشروع او البحث والتصميم فأنها تختلف حسب العمل المبذول بها، واكد ان الأبحاث تكون لكل طالب مختلفة يقومون بتنفيذها له دون النسخ من الانترنت او اخذ اعمال والأبحاث السابقة للطلاب سعيا لتحقيق الدرجات العليا لعملائنا الطلاب والطالبات.
وذكر طالب ان بعض الدكاترة يرشدون الطلاب الى مكتبات معينة لحل الأبحاث او تنفيذ مشاريع التخرج او شؤون الطباعة والتصميم وبذلك يعود بالمنفعة المادية إليهم، وان الأساتذة لا يلتفتون لأداء والمجهود الذي بذله الطالب بل يقيمون الأبحاث بشكلها النهائي، ويلجا الطالب للمكتبات ليحصل على الشكل النهائي الممتاز للمشروع من تصميم او محتوى قد يقوم الطالب بكتابة المحتوى وتتكفل المكتبة بالتصميم والشكل النهائي للحصول على درجات عليا.
واكد أحد الدكاترة ان الجامعات لديها كشف برامج الغش في الواجبات وان الأساتذة على دراية ويعلمون ان الطلاب قاموا بعمل الأبحاث ومشاريع التخرج في المكتبات وذلك بسبب برامج كشف الاقتباس والغش وأيضا كثرت الأخطاء في الأبحاث وضعف المادة العلمية المقدمة لهم.
روى الى ( مارز الايمان) طالب بتخصص التربية الخاصة انه ذهب الى مكتبة ليقوم بتنفيذ مشروع التخرج له وقام الطالب بمراجعة المشروع مع الموظف في المكتبة ولكن بعد الانشاء والتصميم للمشروع ظهرت بعض الأخطاء التي لا يمكن حلها ويجب إعادة المشروع واجبرت الى دفع لشخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبتحديد الانستقرام وكان الشخص على علم ولديه خبرة سابقة بالمجال واطلعت على المشاريع التي قام بها وذلك بسبب ضيق الوقت لم أقوم بتنفيذ المشروع وكثرة المواد الدراسية، الى ان الرجل قام بتنفيذ المشروع بشكل جميل واكثر من المطلوب وكان يتميز عن غيرة بالأمانة والاتقان وحسن التعامل المشاريع الجامعية، واوصيت أصدقائي الطلاب على عمل المشاريع والأبحاث عنده، وحصلت على درجة متميزة عن باقي الطلاب.
وتكثر الشكاوى على المكتبات وذلك بسبب هدفهم الأساسي هو الربح دون السعي لتقديم خدمات ذات جودة عالية للطلاب، لان الهدف منها تقديم المساعدات والدعم للطلاب، وليس ان تقوم بتقديم مواد علمية سيئة او مشاريع التخرج بشكل غير مقبول ويسبب لطلاب انخفاض في درجاتهم الدراسية رغم تفوقهم الدراسي.
وأفاد طالب بالمرحلة الثانوية ان الأساتذة في المدرسة يكلفونهم بكثير من المشاريع والأبحاث الدراسية والاعمال المساعدة للدرجات تكون بتقديم عمل ارشادي للمدرسة، وقال ان يوجد لديهم أستاذ يكلفهم بأبحاث علميه كثيرة ويجب ان يكون البحث مطبوع بالحاسب الالي وانه لا يملك طابعة في المنزل فيذهب للمكتبات لتقوم له بعمل البحث العلمي، وان تكلفة البحث تصل الى 15 ريال، وانه لم يستفيد من محتوى البحث الذي يقدمه، وذلك ان الأستاذ ينظر الى المحتوى النهائي وما حجم الاستفادة الذي حصل عليها الطالب من تقديم هذا البحث.
وينبه الأساتذة والدكاترة في الجامعات والمدارس عن تنفيذ الأبحاث ومشاريع التخرج عن المكتبات، لرداءة المحتوى الذي يقدمونه للطلاب والطالبات، واحتيالهم على الطلاب بتنفيذ المشاريع بالشكل المطلوب ويؤكدون للطلاب انهم سوف يحصلون على درجات عالية وذلك بسبب خبرتهم الواسعة في المجال وفي الأساس هم ليس لهم الخبرة العملية والعلمية في جميع المجالات والتخصصات، ويوجد بعض الأشخاص والمكتبات المتميزة التي تساعد الطلاب وتقدم محتوى جيد، ويجب على الطالب ان يضع خطط استراتيجية لحل واجباته الشخصية دون اللجوء الى المساعدات الخارجية الى في الأمور البسيطة، حتى يستفيد من ما قدمه.